زمن الخيول البيضاء. حاتم علي
أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، مقولة روّج لها الغاصب طويلاً، كي يربح التاريخ بعدما ربح الأرض.
(الخيول البيضاء)، مسلسل ليس عن القضية الفلسطينية، بل عن هؤلاء الذين عاشوا فوق هذه الأرض، يعتمد على الوثيقة المكتوبة والشفهية، كي يعيد خلق حياة هؤلاء، بتفاصيل ثرية، بدءً من نهايات العهد العثماني مروراً بالاستعمار البريطاني، وانتهاءً بالاحتلال الصهيوني عام 1948. من خلال رصد مصائر مجموعة من القرويين الذين يعيشون في قرية (الهادية) القريبة من القدس.
مسلسل الخيول البيضاء، يُفصح في جوانبه العديدة عن تفرد في تقديم الحياة الفلسطينية برؤية جديدة غير مفتعلة وبصياغة بصرية متطورة تستخدم آخر التقنيات في عالم صناعة الدراما التلفزيونية، بهدف صناعة عمل جذاب وممتع يتكئ على قضية تشكل وجدان كل مشاهد عربي وينطلق من منظومة قيم عربية أصيلة، تنفرد باهتمامها الكبير بالإنسان والطبيعة.
وانطلاقاً من إيماننا بأن القضايا الكبيرة وحدها غير كافية لصناعة عمل فني كبير فإن اهتمامنا سوف ينصب على أن تواكب الفكرة، معالجة درامية تصوغ مصائر الشخصيات بأسلوب شيق وعميق في آن معاً، عبر معالجات فنية مدعومة بإنتاج قادر على إعادة صياغة المشهد بكل ما يتطلبه من تفاصيل.
نطمح من خلال (الخيول البيضاء) إلى إعادة إحياء القرية الفلسطينية ببيوتها وأزقتها سهولها وكرومها أناسها وحيواناتها حيث سيكون للخيول حضور متميز يتجاوز الواقعي إلى الدلالي، وكذلك لمدينة القدس، التي سيكون لها حضور روحي ورمزي وأيضاً واقعي، بشوارعها، وساحاتها ومساجدها.
وستتصارع فوق هذه المساحة شخوص مختلفة، تلتقي وتفترق، تحب وتكره، عبر مجموعة من الحكايات المتشابكة والممتعة، والتي ستنتمي إلى مواقع مختلفة، من العثماني إلى الإنكليزي إلى الصهيوني إلى العربي الفلسطيني، والمصري، والشامي.
وسيقف خلف الكاميرا، تقنيون وفنانون، ينتمون أيضاً إلى بلدان مختلفة، يجمع ما بينهم خبرات سابقة مشهود لها، كل ذلك من أجل تقديم مسلسل درامي جذاب وممتع، نأمل أن يُضاف إلى سجل الأعمال الدرامية المتميزة.